الأمازيغ ... حضارة ... شعب ...رجال صنعوا التاريخ
السكان الأصليون في شمال أفريقيا ... بلاد الأمازيغ ... الجزائر
حضارة و عمران عبر العصور و الاعوام.
أصلـــــهم :
الأمة الأمازيغية تنحدر من سلالة حام بن نوح عليه السلام الذين قال الله في حقهم ( و جعلنا ذريتهم هم الباقين ) ، و يثبت التاريخ ان اصلهم واحد لكنهم تفرعوا الى قبائل شتى ، كل قبيلة تتكلم بلهجة تخالف الاخرى ، و رغم الاختلاف لا يجدون اي صعوبة في التفاهم بينهم ، لأن اللغة الأمازيغية كانت مشتركة مثل كلمة " أضغاغ : الحجر" و كلمة " أمان : الماء " و كلمة " أكسوم : اللحم "
و كلمة " أقليد : الملك " ، و لباسهم القندورة ( القميص كما يقال له في الحجاز ) و البرنوس( يشبه العباية)
اختلاطـــهم :
من ابرز الشعوب التي اختلط بها الشعب الأمازيغي في العهد الاول ما يقرب من 1200 سنة قبل الميلاد ، هو الشعب الفينيقي الذي كان موطنه بساحل لبنان . و قد امتاز الشعب الفينيقي بمهارة في الملاحة و ركوب البحار فتوجهوا اولا الى انجلترا ثم شمال افريقيا برا و بحرا . نزلوا في البداية في القطر الليبي ثم التونسي ثم الجزائر التي أسسوا فيها مراكز تجارية و بعض المدن الساحلية مثل : أيكسون
" الجزائر العاصمة " ، و صولدى " عنابة " ، و بول " شرشال ". و قد حضيت تجارتهم باقبال كبير في جميع انحاء البلاد و أسسوا في تونس مدينة عظيمة سنة 914 ق. م سموها قرطاجة أي المدينة الجديدة .
تأثــــرهم :
لقد تاثر الامازيغ بالحضارة الفينيقية و تعلموا منهم صناعة الزرابي المزخرفة المنقوشة البراقة و استخراج المعادن ليصنعوا منها النقود .
ذكـــاؤهم :
لقد كان الأمازيغ على جانب عظيم من الفطنة و الاستعداد الذهني لنقل كل التجارب مما ادى الى تغيير شامل في حياتهم العامة و الخاصة و أصبحوا يعيشون في ظل اتحاديات لها صبغة الحكومة على اتحاديات كل ملك يريد شؤونها يعرف باسم " أقليذ " أي الملك
بعض المحطات التاريخية :
حقد قرطاجنة :
لم ترتح قرطاجنة لهذا التطور السريع للدولة الأمازيغية فبدأت تثير الخلافات بينها و بين الأهالي ، لكن الشعب الأمازيغي تفطن لهذه المكيدة و غضب غضبا شديدا أدى الى نشوب حرب طاحنة ضد قرطاجنة و ذلك دفاعا عن كرامته الانسانية و من زعمائها الحاملين للواء المقاومة هو ماسينيسا البطل الهمام الذي وحد الامازيغ و جمع شملهم تحت راية واحدة .
حلـــف روما :
الدولة الرومانية أبدت التحالف معه و لم يتفطن الى ما كانت تضمره من خبث نحوه و نحو قرطاجنة و بهذا التحالف حطموا قرطاجنة سنة 146 ق.م .
أثره الســلبي :
بعد ذلك كشفت الدولة الرومانية عن حقيقتها و استقرت في تونس فرجع ماسينيسا الى سيرتا " قسنطينة " فحصن حدود الجزائر و ألف كتابا في الزراعة ساهم في تطور كبير للزراعة بالبلاد ، ثم أنشأ أسطولا بحريا ليحمي وطنه من الطامعين الغزاة ، و ضرب السكة ( النقود ) باسمه ، و اعتبر ماسينيسا أعظم ملك في ذلك العهد لما كان يتسم به من حكمة و تعقل و رزانة .
علاقة الجزائر بالرومان :
كانت علاقة الجزائر بالدولة الرومانية ودية و تتسم بالتعاون و تبادل المنافع ، لكن بعد سقوط قرطاجنة بدأت تتدخل في الشؤون الداخلية و شرعت تدس الدسائس للجزائريين و تغري بعض الضعفاء من الأهالي لتدفعهم الى التمرد ضد الدولة القائمة عملا بالقول السياسي القائل : " فرق تسد ".
إحتلال الجزائر :
حققت روما هدفها فاحتلت الجزائر سنة 42 ق.م و بعد 5 سنوات أي سنة 37 ق.م عينت روما وليا عاما على الجزائر فقسمها الى مقاطعات منها مقاطعة ندرومة ، و مقاطعة قسنطينة ، و مقاطعة شرشال ، فاحتل الوالي الجديد المدن الساحلية ، و بقي قسم من الأهالي يسكن الجبال و الصحاري .
ظلم روما :
شعر الأهالي بظلم الرومان فثاروا ضدهم دفاعا عن كرامتهم بقيادة الزعيم البطل يوغرطة، الذي كان على جانب من الفطنة الفذة و الشجاعة النادرة ، فدوخ روما بخططه الحربية و لم تستطع ان تقنعه بالسيف و الحجة فالتجأت الى الغدر و الحيلة ، فأغرت صهره " بخوص " والي ولاية طنجة ( مدينة مغربية الان ) بالمال مقابل تسليم يوغرطة اليها .
و تم لها ما أرادت فاحتال عليه و سلمه إلى روما و أودعته سجنها الى ان مات هناك جوعا و عطشا .
و دام حكم ماسينيسا و يوغرطة 104 سنة من 42 ق.م الى 146 ق.م .
مدة الإحتلال :
إحتلال الرومان دام 290 سنة من 149 ق.م الى 439 م و لم تتنفس الجزائر الصعداء من ظلم الرومان و احتلاله .
احتلال الوندال :
حتى بدأ الوندال يزحف بجيشه قوامه 15000 بقيادة " جنسريق " فاحتل الجزائر سنة 429 م و بعض الاماكن الساحلية لكنهم لم يستطيعوا اخضاع سكان الجبال و الصحاري ، و في سنة 477 م توفي جنسريق فدب الشقاق في صفوف الوندال و انهارت معنوياتهم و كان الشعب الجزائري على وعي تام بضعف الدولة الوندالية مما دفعهم الى إعلان الثورة سنة 480 م و إنتصروا عليهم سنة 483 م إنتصارا عظيما لكن للأسف بدأ البيزنطيون إحتلال الجزائر سنة 534 م و قاوم الامازيغ الاحتلال البيزنطي من 534 – 647 يعني لمدة 113 سنة ، و كانت مدة الاحتلال 508 سنة الى ان دخل الاسلام الشمال الافريقي
دخول الإسلام :
أسباب اقبال الامازيغ على الاسلام :
1- تساهل الامازيغ في المعتقد .
2- بساطة العقيدة الاسلامية التي استطاعوا ان يفهموها و يقبلوها .
3- انتشار الفوضى بين الامازيغ و البيزنطيين و غياب شرع يحكم بين الناس
4- إشتمال الاسلام على ما يحقق أهداف الامازيغ و مطامحهم .
و يقول مؤرخنا الكبير الشيخ مبارك الميلي فيعلل قائلا :
1- صفاء الفطرة الامازيغية و الاسلام دين الفطرة .
2- حب الامازيغ للحرية و الاسلام يدعو اليها .
3- حاجتهم الى الرقي الاجتماعي و الاسلام أتى الى تحقيق ذلك ، و الاسلام لا محالة دين الفطرة و دين الحرية و دين الرقي الشريف.
معلومة مهمة :
وجود الاسلام في الجزائر كان قبل دخول العرب ب 28 سنة :
كان اول الأمازيغ إسلاما و أحسنهم حمية لدينه هو " صولات بن وزمار "الزناتي التلمساني ( نسبة لمدينته تلمسان ) الذي ذهب الى الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه و ارضاه و أسلم على يده سنة 22 هـ ، ثم عاد الى الجزائر و اعتز بولايته و دعا الى الاسلام .
و لما تولى عقبة بن نافع أمر افريقيا فتح تونس سنة 50 هـ ثم عزل من طرف عبد الله بن سرح والي مصر ، فعاد الى الشرق آسفا فخلفه على ولايته ابو المهاجر دينار سنة 50
دخول ابو المهاجر :
و كان ابو المهاجر دينار على جانب كبير من الذكاء و الدهاء بفضل حكمته الرشيدة استطاع ان يقنع
" كسيلة " ( من كبراء الأمازيغ ) و اسلم على يده : و بدأ الإسلام في الإنتشار حتى كاد ان يعم كل الامازيغ بفضل التفاهم الذي كان يسود الجميع ، لكن عقبة بن نافع شكا الى الخليفة يزيد عزله على ولاية افريقيا التي مهد سبيلها فما كان من الخليفة إلا أن سمع شكواه و اعاده الى افريقيا سنة 62 هـ الموافق لـ 681 م و دخل عقبة الجزائر و نفسه تضطرب غضبا على ابو المهاجر دينار و كسيلة ، و لما وصل اعتقلهما معا و في ذلك يقول " ابن خلدون " : فدخل عقبة افريقيا و انصاف إليه مسلموا أفريقيا فاشتد عوده و تقوٌى جمعه و دخل أكثر الأمازيغ في الإسلام و رسخ و صار إنتشار الاسلام في البلاد كلها... لكن كسيلة استطاع ان يفلت من اسره .
موت عقبة :
لما عاد عقبة من المغرب انقض عليه فقتله هو و اصحابه و يقدر عددهم بـ 300 شهيد قرب بسكرة بمكان يعرف الأن باسمه " سيدي عقبة " ، و مسجده شاهد عليه و لا يزال الى يومنا هذا .
امير القيروان :
اما كسيلة فنصب نفسه وليا و أميرا على القيروان و ترك لزوجته و اسمها الكاهنة ولاية الجزائر ، لكن زهير بن قيس هاجمه ووقعت معارك بينه و بين كسيلة و كان النصر حليف كسيلة ، ثم عين حسان بن النعمان من طرف عبد الملك بن مروان بجيش قوامه 40 الف مقاتل فتوجه الى تونس ووصلها سنة 77 هـ ففتحها و قتل كسيلة ثم زحف الى الكاهنة بالاوراس فحاربها.
انتصار الكاهنة :
انتصرت عليه و طردته الى أن دخل طرابلس و تحصن بقصورها فعادت الى الجزائر مزهوة بانتصارها ، فعمدت إلى تخريب القرى و تحطيم الاشجار و معالم العمران الاقتصادي اعتقادا منها أن العرب انما اتوا بقصد الغنيمة فأخطأت في تقديرها و بسياسة الارض المحروقة التي انتهجتها لم تستطع ان توطد اركان دولتها لان الوهن بدأ يدب في نفوس اصحابها ، و لما اطلع حسان بن النعمان على سياسة الكاهنة و ما وصلت اليه جيوشها من انقسام و تخاذل فاستغل هذه الفرصة و زحف عليها و قتلها سنة 84 هـ و بموتها استقر الاسلام نهائيا في الجزائر .
طارق فاتح إسبانيا : بلاد الأندلس
أول الفاتحين لإسبانيا هو الزعيم الأمازيغي طارق بن زياد بجيش قليل يقدر بحوالي 6000 امازيغي و 2000 عربي مجاهد و خطب خطبته الشهيرة عندما اجتاز جبل طارق يحث فيها جيشه على الجهاد فقال :
" أيها الناس أين المفر ، البحر من ورائكم و العدو من أمامكم و ليس لكم و الله الا الصبر و الصدق ... "
خططه الذكية :
من خططه الحربية ان احرق سفنه قصد الاستماتة في الجهاد المقدس ، و هذا ما جعله يصمد امام القوط ملك اسبانيا الذي قابله بجيش قوامه 20000 الف مقاتل .
و أيضا تسلله الى خيمة القوط بمجموعة قليلة من فرسانه فباغته على حين غرة فقتله و بهذه الخطة استطاع ان يزرع الخوف و الفوضى بين جيوش اسبانيا ، و بها تحقق له النصر و فتح اسبانيا بكل جدارة .
اعتناق الامازيغ الاسلام عن طواعية رغبة فيه :
1- الأصح أن الأمازيغ اعتنقوا الإسلام عن طواعية و رغبة اكيدة و اصيلة فيه ، و عن حب لمبادئه و تعاليمه و الدليل هو هجرة صولات بن وزمار الى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه انما كانت عن باعث نفسي خالص لاعتناقه للاسلام ثم عودته الى افريقيا يدعوا لهذا الدين الجديد .
2- بعد اتصال الأمازيغ بالعرب أدركوا ان الاسلام آخى بين الجميع و اصبح كل من أسلم أخا لهم ، و له ما لهم و عليه ما عليهم و أقبلوا يعتنقون الاسلام أفواجا و شرعوا يتعلمون العربية لأنها لغة الدين و لغة الفكر و لغة الحضارة الاسلامية التي أعجبتهم و اثرت فيهم بعد ان عرفوها و هضموها و لم يتخلوا قط على لغتهم الأصلية التي بقيت الى الأن ...
3- ان الامازيغ كانوا يميلون الى الطاعة و النظام حينما تكون السلطة القائمة عادلة منتظمة و مهتمة بمصالح الرعايا . و اما حينما تكون السلطة جائرة يثورون عليها و يحاربونها بكل قوة لانهم مجبولون على حب الحرية و يحاربون الظلم و الجور و العبودية .
بعض صفاتهم :
اما صفات الامازيغ فنوضحها كالتالي :
- شجاعة منقطعة النضير .
- يتصفون بالصفات الحميدة و حسن الجوار و حسن الضيافة .
- يعشقون الحرية لا يرضون عنها بديلا و لا يبغون عنها تحويلا . ( أناس ثوريون بطبيعتهم )
- يرفضون الذل بجميع اشكاله و الوانه ، يثورون ضده و يجتثون اصله .
- شعب ذكي سريع التعلم .
هذا ملخص شديد عن الأمازيغ ... سلالة سيدنا نوح عليه السلام ...
تم اعداد هذا الملخص من محاضرات الاستاذ : بلقاسم بن طالبي ( إمام مسجد )
منقول وارجو ان ينال اعجابكم
ودمتم بحفظ المولى الواااااااااحد الأحد
والسلاااااااااااام عليكم ورحمةةةةة الله وبركااااااااااته