كتبت هذه السطور قبل رحيل الشاعر وقد فضلت ان ابقيها كما هي وكأن الشاعر بيننا مازال يقراء (مؤيد الشيباني )
ــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

اليوم اعود بالذاكرة الي الشارقة يوم التقيتة في العام 1993 وفي الطريق اليه كنت اضع في مخيلتي صورة طفل كبير تمرس علي العشق والشعر حتي حتي اصبت القصايدتخرج ملحنة جاهزة ، وكان كذلك .. حسين ابو بكر المحضار ، البسيط السريع الملتهف والمتواضع الذي يلمح من بعيد اسئلة الناس فيجيب عنها بأسئلة أخري اجمل واكثر تعقيداً .. لكن من اين ابدأ الحديث مع هذه الذاكرة الواسعة ؟
قلت له ( سر حبي فيك غامض .. سر حبي ما ان اكشف ) وكانت مناسبة جيدة لفتح نافذة القصايد المغناة ولكن بعد وقت وجدت نفسي في مهب القوايم الطويلة ، اذ لايمكن ان احصي نتاجه منذو العام 1950 وحتي اليوم وليس جديداً علي البيئة الجنوبيه ان يكون الشاعر والملحن حسين المحضار ، فهذه بلاد الجذور العربية
وموطن الفنون والاساطير ، وامنكة الساحل والجبل والصحراء ، هناك تنتشر فنون الصوت والدان ومواويل حضرموت وهناك التقت سفن الغوص الخليجية وتفاعل البحارة مع اهلها علي ساحل خليج عدن حيث تقع قرية ( الشحر ) او (سعاد ) مسقط رأس الشاعر المحضار ولقد ظل يردد ( بنلتقي في سعاد) منذو كان عمره اربع عشرة سنة وهو يشهد البدويات يرقصن في لوحات شعيبة ساحرة ومنها انطلق صوته ( بشل حبك معي بلقيه زادي ) منتشراً علي مساحة الخليج والبلاد العربية ،وفي الشحر تأثر.الشاعر بمن حوله من وجوه واصوات وفنون . وجاءت قصائده في اوقات لايتوقعها ، انها من خزين الذاكرة النابضة بالطفولة حتي في سن التجربة المتقدمة فحضرمون مكتن ساحر وعريق ، اشعل الشاعر بأ حترافات الذاكرة والسوال
وينك يادرب المحبة ... هل اقفلوك الاحبايب
وفي العام 1997 لم انسي لقاء الشارقة، حين التقيتة في مسقط علي موعد مع حضور خبر للفنان الكبير محمد عبده ، تذكرته يقول اان بعض الفنانين يسطون علي اشعاري ويسمونها فولكلوراً للأ سف لم يعد لديهم ذوق وهوامر صعب وقاسي علي ، مع العلم انني لست مجهولاً ، فهذه اللحاني وكلماتي بشدو بها ابو بكر سالم وعبد الرب ادريس وعبد المجيد عبد الله وعبد الله رويشد وعبد الرحمن الحداد وكرامه مرسال ومحمد بن بريك واخرون ,كان يومها متذمراً من من ضياع جهد الشاعر وبروز اسمالمطرب فقط وقد اقترح علي وسائل الاعلام وخاصة المرئية ان تكتب وتنوه عن اسم الشاعر لدى اذاعة الاغنية وقال انا من دعاة تنظيم الامسيات الشعرية المشتركة بين المطرب والشاعر انه اقتراح جدير بالاهتمام خاصة وانه يضفي جمالية اوسع ويعطي بعداً ثقافياً لفكرة كتابة الأغنيةوفي وسط ملعب كرة القدم في مسقط تم تنظيم امسية غنائية شعرية يومها اعتذر الفنان محمد عبده ـ رغم حضوره متبرعاً لأطفال اليتامي ـ اعتذر عن الصعود الي المسرح للغناء وفضل ان يدعم هذه المبادرة الطيبة بالحضور فقط ولكنه بعد لحظات صعد الي المسرح وظل يشير الي المحضار بابتسامة الاعتراف وهو يردد اغنية ( وينك يادرب المحبة ) لكنه يؤكد علي تاريخ هذا الرجل وعلاقتة بالأغنية العربية .. لكن ما حكاية ( وينك يادرب المحبة ؟؟ ) المعروف ان قصائد المحضار تعبر عن حكايات عاطفيةومواقف عاشها الشاعر فهو لايكتب الأغنية لمجرد الانشاء والنظم علي القوافي ، وانما ثمة خلفية ذات فصول وقد اشار الي ذالك في اكثر من لقاء 0 لقد حدثت لي مواقف قلت فيها قصائد ومنها قصيدة محيتك من سطور مذكرة قلبي وهي قصيدة غناها المطرب الحضرمي عبد الرحمن الحداد اما اغنية ( وينك يادرب المحبة) فهي ايضاً ذات حكاية في حياة المحضار لكنها ايضاَ اغنية مهمة في حياة الفنان محمد عبه حيث هي من اللأغاني الأولي في تجربة هذا المبدع اليتم الذ تخرج من دار لأيتام في جدة وانطلق الي عالم الغناء في بداية الستينات ولسنا هنا بصدد الأصوات التي نشأت مع قصايد المحضار ولكن الفنان ابوبكر سالم يفرض حضوره بجدارة في سباق التاريخ لتطور الأغنية في جزء عربي مهم ( اليمن والخليج والجزيزة عموماً) وفي هذا المجال لايمكن تجاهل ذاكرة الدان الحضرمي فهذا الفن الاصيل المرتبطبالعادات الشعبية حقق انتشااَ واسعاً علي يد المحضار وبلفقيه بعد ان كان محلياً يدور في محيطه الخاص مع جلسات الشاهي والعلأقات الجتماعية الضيقة ولقد خرج المحضار من سلالة ضعراء الدان امثال محمد عبدالله بامخرمة المتوفي عام 1468 ميلادبة والشاعرعبد الحميد بكير المتوفي عام 1604 ميلادية ويشير الباحثون في هذا المجال امثال الكاتب عبد القادر الصبان (*) بأن فن الدان لميكن علي علاقة مع الألة الموسيقية وقد تكون الألحان مجرد اصوات شعبية علي شاكلة الموشحات الأندلوسية التي بدأت هي الاخري من اليمن الأ انفنون الدان الحضرمية تطورت بعدذالك لتصل الي الألوان الغنائيةالمستفيدة من ذالك المخزون البئي
في هذا الصدد يقول الشاعر المحضار ( كان عمري اربهعشرة سنة وكنت اذهب كل ليلة الي اماكن الرقصات الشعبية واشاركهم اللعاب ، واعتبر ان بدايتي كانت مع هذه اللعاب الحضرمية ومن هناك جاءت الفكرة فأدخلتفي هذه اللعاب بعض اللت الموسيقية الحديثة وقمت بتلحين اول اغنية وكان معي سعيد عبد المعينوبعده جاء محمد جمعة الذي يعيش في المكلا وبعدذالك انتقلت الاغنية الي ابوبكر سالمفي العام 1951
هكذا نمت الموهبة وتوزعت علي عشرات الشراين الحنين الي الطفولة وخبرة الشاعرفيما بعد وفهم الفن علي طريقةالمواكبةعلي الرغم من ان المحضار لميكن يدرس الموسيقي ولا علاقة له بالالات الموسيقيةلكنه يفهم روح الايقاع الخاص بالبئية اليمنية، فهو كما عرف عنه يلحن قصائده علي ايقاع الاصابعوهي تضرب علي الطاولة اوعلي علبة كبريت المهم انه يوجدالايقاع والجملة الموسيقية ثم تستمر الاغنية ومع هذذا الجو وفي اطار ذائقته الفنية اخرج عشرات الاغاني الطربية التي نقلت اجساس المكان الخاص الي الاجساس العام جامعاً حوله المواهب الغنائية ومحققاً شهرة الشاعر الغنائي في الوسط الفني العربي
التوقيع :

مشكووور بس ماتستحق الشكر هع

ربي يسلمك ملاك

كيبو ما تستحق الرد بس يله العفوو

ربي يسلمك ياعلي

روعــــــــــــه


يسلموووووووووووووو