جهنم 300 كلم

موضوع: جهنم 300 كلم الخميس نوفمبر 10, 2011 12:22 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

قدر الله لي أن أصلي في أحد المساجد صلاة العشاء ، فقام بعد الصلاة أحد المشايخ

ــــ من مغسلي الأموات ــــ فقال هذه القصة وقد رواها له أحد الأشخاص الذين حصلت

معه هذه القصة

يقول هذا الشخص::

والله الذي لا إله إلا هو لقد خرجت من الرياض وما في بالي أن أعمل طاعة واحدة لله سبحانه وتعالى:

ثم يردف فيقول هذا الشخص : كنا مجموعه من الشباب ذاهبين إلى الدمام من الرياض ، ونحن في

الطريق شاهدنا أحد اللوحات مكتوب عليها ( الدمام 300 كلم ) .

فقلت لهم : أنا أراها جهنم 300 كلم ، فجلسوا يضحكون من هذه الدعابة .

فقلت لهم : والله العظيم إني لا أرى أمامي مكتوب إلا جهنم 300 كلم ، فتركوني وهم مكذبين لي،

ومضى الوقت في الضحك وأنا محتارآ من اللوحة التي قرأتها .

فقال لي زملائي : هذه لوحة أخرى ، لقد إقتربنا ، أنظر ماذا مكتوب عليها : ( الدمام 200 كلم ).

فقلت لهم جهنم 200 كلم.

فضحكوا وقالوا لي : يا مجنون .

فقلت لهم : والله الذي لا إله إلا هو إنني أراها جهنم 200 كلم .

فضحكوا مثل المرة الأولى ، وقالو لي إنك قد أزعجتنا ، فلزمت الصمت وأنا في غاية التفكير.

وبعد فترة نظرنا إلى لوحة أخرى فقال أصحابي : لم يبقى إلا القليل ،أنظر إلى اللوحة ( الدمام 100 كلم ).

فقلت لهم والله العظيم إني لا أراها مكتوب عليها إلا جهنم 100 كلم .

قالوا لي : دع عنك الجنون ، فقد آذيتنا منذ بداية السفر.

فقلت لهم : أنزلوني أريد العودة إلى الرياض .

قالوا لي : أنت مجنون !!.

قلت : لابد أن تنزلوني أريد العودة الى الرياض ، والله لن أكمل معكم الطريق..

فأنزلوني في الطريق ، وقطعت الطريق باتجاه الطريق الآخر المؤدي الى الرياض،

وأخذت أشير لكل سيارة تمر لكي تنقلني معها إلى الرياض .

وبعد انتظار وطول صبر توقفت لي إحدى الشاحنات وركبت فيها ، ووجت السائق

ساهمآ وحزينآ ، فقلت له : مالك يا أخي لماذا أنت حزين؟.

فقال لي : مررت قبل فترة وشاهت حادثآ لم أر أبشع منه في الطريق المقابل

ووالله لم أر أبشع منه ولا أفظع منه في حياتي .

فقلت له : هل هم عائلة أم من الشباب ؟.

فقال لي : بل هم من الشباب ، وذكر لي نوع سيارتهم ، وكانت مواصفاتها تتطابق

مع سيارة زملائي .

فذهلت فقلت له: أسألك بالله هل هي كذلك ؟.

قال : والله العظيم ان هذا هو ما ذكرته .

فعلمت أن الله سبحانه وتعالى قد قدر لأصحابي أن يموتوا في هذا الحادث بعدما طلبت

منهم أن ينزلوني من السيارة وأكملوا طريقهم.

يقول صاحب القصة : فحمت الله على أنه قد أنقذني من بينهم ، ولا أدري هل هم إلى جهنم

وبئس المصير ، كما كنت أقرأ في اللوحات ، ولا أود أن يكون مصيرهم ذلك ، لأني والله كنت قد

خرجت من الرياض وليس في نيتي أن أعمل لله عمل طاعه أبدآ .

يقول الشيخ : وهو الأن رجل خير ، عليه سمات الصلاح بعد أن فقد زملاءه في هذه القصة ،ثم

تاب بعدها .

وأقول لك يا أخي الحبيب : هل تنتظر أن يذهب أربعه أو خمسة من زملائك إلى جهنم حتى تتعظ

وتتوب أنت ؟.

وما يدريك أنت ، فقد لا تكون أنت اللذي يتوب بسس موت أصحابك ، بل قد تكون أنت الذي يتوب

أصحابك بسبب موتك على المعاصي والفساد والعياذ بالله .

اللهم لا تجعلنا عبرة للناس ، واجعلنا نعتبر بما يحدث لهم ، وبما يدور حولنا ، اللهم آمين.

منقول من كتاب(قصص من الحياة)

الكاتب : ملك القراصـ L ــنة

تقبلوا تحياتي ::وارجوا انكم استفتم من القصة

وشكرآآ.